تقنيات التعليم والتربية البدنية و الفنية ( تجربة للتعليم الالكتروني )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تقنيات التعليم والتربية البدنية و الفنية ( تجربة للتعليم الالكتروني )

خاص بطلاب قسم تقنيات التعليم والتربية البدنية والفنية- الكلية الجامعية في مكة المكرمة جامعة ام القري المملكة العربية السعودية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاساس العالم لتقويم اسلوبي التعليم من القران الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ماهر هاشم الع
طالب
طالب



المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 26/10/2008

الاساس العالم لتقويم  اسلوبي التعليم من القران الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الاساس العالم لتقويم اسلوبي التعليم من القران الكريم   الاساس العالم لتقويم  اسلوبي التعليم من القران الكريم Emptyالأربعاء نوفمبر 19, 2008 7:08 am

بسم الله الرحمن الرحيم

مــــــقـــدمـــــــــة:
إذا أردنا الحديث عن القضايا التعليمية والمشكلات التي تواجه العاملين في هذا المجال، فيجب علينا الحديث عن الوسائل التعليمية باعتبارها ركيزة هامة في العملية التربوية تساعد على تبسيط المفاهيم والمعلومات وارتكازها في عقل المتعلم ، فالمعلم الناجح كما يراه الكثيرون، هو الذي يحسن استخدام هذه الوسائل، إضافة إلى العناصر الأخرى التي يجب أن يتمتع بها في المواقف التربوية المختلفة.

ولما للوسيلة التعليمية من مكانة مهمة في المجال التعليمي، فمن الضروري تسليط الضوء عليها بتركيز قوي يوضح هذه الحقيقة لمن يجهلها، ويذكر البعض ممن يـغـفل أهـمـية الوسيلة التعليمية أنها وسيلة لحشو الفراغـات وسد عجز المعلم ، وهذا غير صحيح بل أنها تقوم بأدوار أساسية في إعانته على أدائه للمهمة التي يتحملها في إيصال الرسالة العلمية والتربوية إلى الأجيال المتلقية بأساليب جذابة ومشوقة، لا يمكن أن تكون إلا بواسطتها غالبا، حيث أن الوسيلة في حد ذاتها تجعل المتعلم في موقف إيجابي متفاعل مع الموقف التربوي، وهي تنقله ـ شاء أم أبى ـ من شخص سلبـي جامد إلى أوسع مجالات التـفـاعل المـثـمر مع المواقـف التربويـة التي تمر به داخل وخـارج غرفـة الدراسة.

وتتأكد أهمية الحديث عن الوسائل التعليمية فيما يتعلق بمنهج الأمة المسلمة، وأعني بذلك كتاب الله (القرآن الكريم) ، حيث أن القران الكريم أعطى أهمية كبرى للوسيلة التعليمية واستخدمها الله في كتابه المجيد ليبين بعض الأحكام والآداب الإسلامية بشكل مبسط وليس الحديث عن الوسائل التعليمية بالقرآن بجديد، بل إن معظم كتب التربية الإسلامية تشير إلى أن القرآن وحتى السنة لم يغفلا الوسائل التعليمية، وهي تذكر نماذج من ذلك الاستخدام لكنها مقتضبة.، ونبين بهذا البحث المتواضع بعض الوسائل التعليمية الموجودة في القرآن الكريم

الوسائل التعليمية في القرآن الكريم:

سؤال يحتاج إلى إجابة :

هل استخدام الوسائل التعليمية قضية جديدة وعنصر دخيل في التعليم لدى المسلمين؟

في بداية الأمر يستغرب البعض من هذا السؤال، ثم تأتي الإجابة التي لا تحتاج إلى كبير جهد، وهي بطبيعة الحال لا تخلو من أحد ثلاثة أمور، ولكن بنسب مختلفة :

فالبعض يستبعد هذا الاستعمال في نطاق الإسلام وخاصة القرآن والسنة النبوية المطهرة، والبعض الآخر يؤكد الاستخدام ويبدأ يفكر في نماذج عديدة مخزونة في ذاكرته، وقليل متردد لا يعرف حقيقة الإجابة..

ولكن الأكثرية هي مع تأكيد استخدام القرآن الكريم والسنة النبوية للوسائل التعليمية بمفهومها الشامل، وهذا يجعلنا نقف متفحصين لحقيقة هذا النوع من الإجابة، وهو الذي يدفعنا نحو مزيد من البحث عن تفاصيل أكثر وضوحاً وإشراقا.

فقد وردت في القرآن الكريم نماذج عديدة وكثيرة مما نسميه اليوم بالوسائل التعليمية، وقد استخدمت هذه النماذج لتوضيح القضايا المعروضة بالطريقة التي تتناسب مع العقلية البشرية وإمكاناتها المختلفة، حسب أنماط البشر وقدراتهم المتفاوتة على الإدراك، كما أن من أهداف استخدام هذه النماذج، وفي مواقف متعددة، تأكيد المعاني وتقريبها إلى مفاهيم البشر، مهما تبدلت ظروف الزمان والمكان. ونحن هنا نحاول استعراض بعض النماذج الواردة في كتاب الله، وإذا رغب أحد في المزيد فأمامه كتاب الله يستطيع تلمس المواضع التي وردت فيها نماذج أخرى.

أولا: ضرب الأمثال:

(مثل) و (الكاف) و (كأن): قال الله تعالى: [ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ] (العنكبوت/41).

ثانياً: القصة:

استخدم القرآن الكريم الأسلوب القصصي كوسيلة تعليمية لتبيان بعض الأمور وكانت القصص على نوعين قصص قصيرة وقصص طويلة كقصص الأنبياء ـ عليهم السلام ـ مع أقوامهم المؤمنين منهم والكافرين.

ثالثاً:عناصر الكون:

استخدام القرآن لعناصر الكون كوسيلة علمية وتعليمية مثل :

1- نبات ، 2- حيوان ، 3- طيور ، 4- ماء ، 5- جبال ، 6- فلك ، 7- حشرات

قال الله تعالى: [ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ] (فصلت/53).

قال الله تعالى: [ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَانُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ] (الملك/19).

رابعاً: العروض العملية:

يقصد بالعروض العملية: ( توضيح مرئي لحقيقة أو فكرة أو عملية عامة فيقوم العارض بإيضاح كيف تعمل الأشياء)، (قصة ابني آدم عندما قتل أحدهما الآخر فتوضح القصة الطريقة التي تمت بها الجريمة وتصف الموقف بتفاصيله).

خامساَ: الرحلات التعليمية:

وقد ورد الحث على ذلك في قوله تعالى: [ فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون ] (التوبة/122).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ماهر هاشم الع
طالب
طالب



المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 26/10/2008

الاساس العالم لتقويم  اسلوبي التعليم من القران الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاساس العالم لتقويم اسلوبي التعليم من القران الكريم   الاساس العالم لتقويم  اسلوبي التعليم من القران الكريم Emptyالأربعاء نوفمبر 19, 2008 7:11 am



سادساً: الزيارات الميدانية:

والهدف منها في القرآن التعرف على آثار المكذبين: 1-في البيئة 2-خارج البيئة.

الوسائل التعليمية في السنة النبوية المطهرة:

كما أن القرآن الكريم قد استخدم الوسائل التعليمية كذلك كان النبـي (e) القدوة العملية الحية للمسلمين إبان حياته بينهم، ثم تحولت القدوة إلى المنهج الذي تركه لهم إلى يوم القيامة. وكما كان يحدثهم بكلماته كان يريهم أعماله نموذجا تطبيقيا، إما بالتوجيه المباشر أو بالتلميح أو أساليب أخرى تدخل ضمن ما نطلق عليه اليوم بالوسائل التعليمية.

أنواع الحوار منها :ـ
الأول :الحوار التعبدي: بأن يوجه القرآن سؤالاً فيجيب العبد المؤمن..
روى أبو داود والبيهقي : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ ?أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى?( القيامة: 40) قال سبحانك ،فبلى( ).
وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه على تلبية هذه الأسئلة .
روى الحاكم عن جابر قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال : مالي أراكم سكوتاً ؟ الجن كانوا أحسن منكم رداً، ما قرأت عليهم هذه الآية? فبأي آلاء ربكما تكذبان?( الرحمن: 13) إلا قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب ، فلك الحمد( ).
إن القرآن يربي نفوس المتعلمين بهذا الحوار التعبدي على عدة أمور :ـ
التجاوب مع أسئلة القرآن واستحضار القارئ والمستمع لها بقلبه ، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ذلك تعليماً عملياً.
فعن حذيفة بن اليمان: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى يصلي بها … إلى أن قال ثم افتتح بآل عمران يقرأ متر سلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ) ( )
2- استجابة السلوك وذلك نتيجة طبيعة للقناعة الفكرية الناشئة عن أسلوب الحوار فالذي يستجيب لسؤال ربه ووعده ووعيده حري بأن يستجيب بسلوكه.
3- إشعار المتعلم والقارئ للقرآن الكريم بمكانته عند الله حتى خاطبهم به. فلما نزل قوله ?فهل أنتم منتهون ? (المائدة: 91) في آيات تحريم الخمر قالوا : انتهينا يا رب.
الثاني : حوار الخطاب التذكيري
بتذكير المتعلم بما يجب عليه أقتبس من القرآن الكريم تذكيره لنبي إسرائيل بالنعم ?يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم? (البقرة: 40). ? يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون? (المائدة: 11) وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم ?ألم نشرح لك صدرك !ووضعنا عنك وزرك? (الشرح: 1،2) ..
وهذا الحوار له أثر نفسي عميق فهو يوقظ في النفس عاطفة العرفان بالجميل المترتب عليه عاطفة الخضوع والانقياد لأوامر الله عز وجل على أن تكون دافعة له إلى التطبيق .

الثالث : حوار الخطاب التنبيهي
فقد يرد التساؤل ويعقبه الجواب للفت الأنظار إلى أمر هام ثم يُشرح هذا الأمر تاركاً أعظم العبر كقوله تعالى ? القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث?( القارعة: 1-3) وقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في قوله صلـى الله عليه وسلم (أتدرون من المفلس؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع قال كلا بل المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات مثل الجبال ويأتي وقد شتم هـذا .. وقذف هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته …الخ(4) وإذا كانت المدرسة الحديثة تستخدم طريق الاستجواب لتثبت المعلومة فإن الإسلام قد وضع هذا الأسلوب منذ خمسة عشر قرناً من الزمان وشتان ما بينهما فالمدرسة الحديثة الاستجواب فيها مقصور على أمور علمية جافة بظن أو يقين لكن الحوار القرآني والنبوي يجدد أفكار السامعين بأمور يقينية جديدة موجهاً لهم الأخذ بخيرها وترك شرها.

الرابع: حوار الخطاب العاطفي
وهو خطاب أو استفهام يعتمد على استثارة العواطف الإنسانية والانفعالات الوجدانية حتى تترك أثراً في تغيير ما كان عليه إلى السلوك الصالح والعمل الطيب مثل قوله تعالى ? يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون?( الصف: 2،3)
ومثل قوله تعالى ? يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير?( التوبة: 38).
وهذا الأسلوب يؤدي إلى الاستعداد الوجداني كلما تكررت المناسبة أو الموضوع الذي أثار الانفعال كاستعداد المؤمن للحماسة من أجل العقيدة الخالصة،ولتحقيق أوامر الله عز وجل ، والغضب لله، والدعوة إلى دينه. والعاطفة الفعالة تؤدي بصاحبها إلى سلوك يرضيها ويحقق غايتها .

الخامس : حوار الخطاب التعريضي
وهو خطاب يتضمن تعريضاً بأصحاب السلوك غير المرضي _ بوصف حالتهم وضعفهم وتهديدهم بالعذاب – وفي هذا تسلية لأصحاب السلوك الصالح وتقوية لعزائمهم والأخذ بيد الآخرين إلى الهدى من الضلالة .
كقوله تعالى ?فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون?( القلم: 44، 45)
ومثل قوله تعالى ?أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولداً أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مداً ونرثه ما يقول ويأتينا فردا?( مريم: 77-80)
وفي هذا الأسلوب إيذان للمؤمن أن يحتقر صفات المشركين وأعمالهم وإيقاظ انفعال الاشمئزاز من باطلهم وكفرهم حتى تصبح هذه الانفعالات عاطفة متأصلة في نفس المتعلم عن طريق التكرار.
وهذه طريقة تلقين غير مباشر تكون أشد تأثيراً في بعض الأحيان من التلقين المباشر.
2. أسلوب القصص القرآني :
للقصة القرآنية وظيفتها التعليمية التي لا يحققها لون آخر من ألوان الأداء اللغوي ذلك أنها تمتاز بميزات جعلت لها آثاراً نفسية وتربوية بليغة ومحكمة وثابتة على مر الأزمان مع ما تثيره من حرارة العاطفة تدفع إلى تغيير السلوك وتجديد العزيمة .
وللقصة القرآنية أغراض ينبغي للمعلم أن يحققها في نفس مستمعيه وتربية عقولهم وعواطفهم .
الغرض الأول: إثبات الوحي والرسالة ففي أول سورة يوسف قال تعالى ?إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون?( يوسف: 2،3)
وفي قصة نوح ? تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا ?( هود: 49).
فمحمد صلى الله عليه وسلم هذا النبي الأمي الذي لا يقرأ ولم يجلس إلى معلم بشري قط ،يتلو على قومه هذا القصص أعذب الكلام وأبلغه في أسلوبه ونظمه وفي غاياته ومقصده، فهو في موضوعه نسيج من الصدق الخالص، وعصارة الحقيقة المصفاة ، لا تشوبه شائبة من وهم أو خيال لأنه بناء شامخ من لبنات الواقع، وهو نقل حي لها، حتى لكأنها تتجسد في الزمان والمكان اللذين حملاها لحظة حدوثها، فتظهرها دائماً وكأنها في ساعة مولدها، لا يختلف يومها عن أمسها ولا يفقد من يشهدها اليوم أو غداً شيئاً مما شهده عليها المشاهدون ساعة مولدها .. وهذا الإعجاز الذي نشهد بعض أسراره في كلمات القرآن الكريم، الأمر الذي لا يشبهه شيء من أعمال الناس وآثارهم.
ولا يشك عاقل في أن وظيفة محمد صلى الله عليه وسلم إن هي إلا التبليغ ?إن عليك إلا البلاغ?( الشورى: 48).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ماهر هاشم الع
طالب
طالب



المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 26/10/2008

الاساس العالم لتقويم  اسلوبي التعليم من القران الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاساس العالم لتقويم اسلوبي التعليم من القران الكريم   الاساس العالم لتقويم  اسلوبي التعليم من القران الكريم Emptyالأربعاء نوفمبر 19, 2008 7:12 am


الغرض الثاني : تثبيت حملة الرسالة وتسليتهم عما يلاقونه من المصائب ?وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما تثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين?( هود:120)
فعلى المعلم استحضار مكان الموعظة والذكرى من كل قصة ليحاور متعلميه حواراً يوجههم إلى المعرفة ، والتأثر بها ،والعمل بمقتضاها .
الغرض الثالث : الاعتبار بالحوادث التاريخية:
وما أعظم هذه الحوادث التي توجه المتعلم إلى معرفة المغزى:_
(أ)كمعرفة سنة الله في إهلاك المفسدين بسبب فسادهم وظلمهم وإبقاء الصالحين قال تعالى ?وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد?( هود: 102)
(ب) ومعرفة سنة الله في نصر عباده المؤمنين العاملين بشرعه ?إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد? (غافر: 51)
(ج) معرفة سنة الله في إلحاق الهزيمة بالكافرين إذا تمسك المؤمنون بشرعه ?ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون ولياً ولا نصيراً سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً ? (الفتح: 22،23)
(د) إذا تمادى مرضى القلوب (المنافقون) في إفساد المؤمنين وإنشاء الفتن والإشاعات الكاذبة فإن سنة الله فيهم الهلاك ?لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ? (الأحزاب: 60،61)
(ه‍) البحث عن أثر إصلاح النفس البشرية وتربيتها في مجرى الحوادث التاريخية ?ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم?(الأنفال: 53)
وأن الغاية من القوة والغلبة والتمكين في الأرض إقامة شرع الله وتحقيق الصلاح ومحو الفساد ? الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور?(الحج:41)
3. أسلوب ضرب الأمثال
ضرب المثل عبارة عن إيقاعه وبيانه لإيضاح حال من الأحوال بذكر ما يناسبه ويشابهه ويظهر حسنه أو قبحه ما كان خفياً .واختير له لفظ (الضرب) لأنه يأتي عند إرادة التأثير وهيج الانفعال، كأن ضارب المثل يقرع به أذن السامع قرعاً ينفذ أثره إلى قلبه وينتهي إلى أعماق نفسه .وإذا كان الغرض التأثير فالبلاغة تقضي بأن تضرب الأمثال لما يراد تحقيره والتنفير عنه بحال الأشياء التي جرى العرف وتحقيره واعتادت النفوس النفور منها.( )
فيشبه ما يراد تحقيره بالأشياء التي عرفت حقارتها كتشبيه معبودات المشــركين وأوليائهم ببيت العنكبوت ?مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون?( العنكبوت: 41)
ولكن بعض المنافقين والمشركين لم يروا في القرآن شيئاً يعاب فتمحلوا بنحـو قولهم: إنه لا يليق بالله ضرب المثل بالذباب والعنكبوت ولذا رد الله عليهم بقوله ?إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضه فما فوقها? (البقرة: 26)
وليست الأمثال مجرد عمل فني يقصد من ورائه الرونق البلاغي فحسب بل إن لها غايات تعليمية .
1- تقريب المعنى إلى الأفهام ?كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال?( الرعد: 17)
فالباطل يضمحل كالزبد الذي يحمله السيل وإن علا في بعض الأوقات كما يعلو الزبد ،والحق ثابت باق يمكث في القلب فينتفع به المؤمن فيثمر عملاً صالحاً كما يمكث الماء في الأرض المنبتة فيثمر عشباً وزرعاً وأعناباً ونخيلاً.
2ـ إثارة الانفعالات عند ورود المعنى تاركاً أثره في أعماق النفوس بالكراهية لكل معاني الشرك والكفر ،وإثارة الرضا بالإيمان والإسلام مع الركون إلى القوة التي لا تضعف والعز الذي لا يزول ?يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز?( الحج: 73).
3ـ تربية العقل على التفكير الصحيح والقياس المنطقي السليم : ?يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الأخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً?( البقرة:264).
من هنا فينبغي للمعلِّم أن يستعين بأسلوب ضرب المثل قال الماوردي: (من أعظم علم القرآن علم أمثاله والناس في غفلة عنه لاشتغالهم بالأمثال وإغفالهم الممثلات) ( ).
فإن الأمثال تصور المعاني بصورة الأشخاص لأنها أثبتت في الأذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس، ومن ثم كان الغرض من المثل تشبيه الخفي بالجلي ، والغائب بالمشاهد. وتأتي أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر، وعلى المدح والذم وعلى الثواب والعقاب وعلى تفخيم الأمر وتحقيره وعلى تحقيق أمر أو إبطاله قال تعالى: ? وضربنا لكم الأمثال?( إبراهيم: 45)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ماهر هاشم الع
طالب
طالب



المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 26/10/2008

الاساس العالم لتقويم  اسلوبي التعليم من القران الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاساس العالم لتقويم اسلوبي التعليم من القران الكريم   الاساس العالم لتقويم  اسلوبي التعليم من القران الكريم Emptyالأربعاء نوفمبر 19, 2008 7:15 am

ثانياً:تقويم تعليم القرآن الكريم في وسائل الإعلام

إن وسائل الإعلام (إذاعة ـ تلفاز ـ إنترنت) تختلف في تعليمها عن (المسجد والمدرسة ) لأن الأولى تفقد المواجهة واللقاء بين الطرفين أما الثانية فيتوفر فيها ذلك فيستطيع المعلم أن ينبه الغافل ،ويذكر الناسي ويصوب المخطئ، ويستطيع المتعلم أن يسأل عما غاب وهو في نفسه -أي المتعلم - يضع اعتبارا وهيبة في نفسه لمن يتلقى عنه وهذا الأمر من أشد الدواعي التي تجعله مهتماً بما يلقى عليه ولا يصرفه صارف ذهني أو قلبي عن معلمه .
ولعل تخصيص اللجنة الموقرة ثلاث موضوعات عن:
1- تعليم القرآن في مراحل التعليم العام والجامعي.
2ـوتعليم القرآن في جمعيات تحفيظ القرآن .
3ـ وتعليمه في مدارس تحفيظ القرآن .
هو اختيار موفق ـ إن شاء الله ـ سائلين إياه أن يؤتى ثماره اليانعة .
ومن أجل هذا سيقتصر حديثنا عن وسائل الإعلام (إذاعة وتلفاز وإنترنت) وهي تحتاج إلى ما يعوِّض المتعلم عن فقدان المواجهة واللقاء لذلك فلابد :
1- أن يكون لدى المعلم عن طريقها أسلوب تشويقي.
2- أن يتوقع المعلم سؤال المستمع والمشاهد فيلقيه على طريقة السؤال والجواب.
3- عرض ما يحتاج إلى توضيح عن طريق الرسم مثل موضوع (مخارج الحروف) وهذا يتوفر في التلفاز والإنترنت .
4- عقد اتصال هاتفي أو(فاكس) مباشرة لإزالة الأخطاء التي قد تشكل على المستمع أو المشاهد .
5- ويجب على المعلم أن يكون صبوراً على معاناة التعليم ويقرب المعلومة إلى الذهن من أيسر طريق ، ويكون ذا أداء حسنٍ يُرغب ولا يرهب ولا سيما إذا بدأ برنامجه بمثل هذه الأحاديث .
الترغيب في حفظ القرآن ومذاكرته من السنة النبوية
ونجد في السنة النبوية ما يرغب في حفظ القرآن .
1ـ روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قالSadما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة ،وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ). ( )
2- وروى الشيخان قال صلى الله عليه وسلمSadالذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ، وهو يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) ( )
3-وروى الترمذي وقال حسن صحيح قال صلى الله عليه وسلم Sadمن قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة ،والحسنة بعشر أمثالها ،لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف) ( )
4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن وهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار( ) ) الشيخان
5-وقال صلى الله عليه وسلم : ( يقال لقارئ القرآن :اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها) الترمذي وقال حسن صحيح( )
6-وقال صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)( ) البخاري .
أليس كل ذلك يحفز الهمم ويحرك العزائم إلى حفظ القرآن واستظهاره والمداومة على تلاوته مخافة الوقوع في وعيد نسيانه ...
الطريقة العملية للحفظ:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة تعليماً عملياً فيردد الصحابي أمام الرسول بطريق الترديد والتسميع بقصد التصحيح .
وفي ذلك ورد حديث الدعاء قبل النوم عن البراء بن عازب قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قلSadاللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ).
فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة، واجعلهم آخر ما تتكلم به قال : فرددتهن لأستذكرهن فقلت آمنت برسولك الذي أرسلت.
قال : قل آمنت بنبيك الذي أرسلت) ( )
وأما تعليم القرآن فقد أشار إليه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله في حديث تعلم الاستخارة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول لهم: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل (اللهم إني أستخيرك بعلمك…الخ( )
والشاهد قول جابر ( كما يعلمنا السورة من القرآن ) فدل على أن تعليم القرآن الكريم كان أمراً واقعاً بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه تلقياً وتلقيناً ولقد كانت همة النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول القرآن هي حفظه واستظهاره ثم يقرأه على الناس على مكث ليحفظوه ويستظهروه ?هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين? (الجمعة : 2)
ومن شأن الأمي أن يعول على حافظته فيما يهمه أمره، ويعينه استحضاره وجمعه خصوصاً إذا أوتي من قوة الحفظ والاستظهار ما ييسر له هذا الجمع والاستحضار. ثم جاء القرآن فبهرهم بقوة بيانه ، وأخذ عليهم مشاعرهم بسطوة سلطانه، فخلعوا عليه حياتهم حين علموا أنه روح الحياة.
وقد اعتنى الصحابة الكرام بكتابة القرآن التي هي وسيلة للحفظ وعدم الاختلاف فكتبوه ونقشوه بمقدار ما سمحت لهم وسائل الكتابة وأدواتها في عصرهم .
فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً للوحي إذا نزل شيء أمرهم بكتابته زيادة في التوثق والضبط حتى تظاهر الكتابة الحفظ ، ويعاضد النقش اللفظ .
ومن هذا المنطلق فعلى المعلم أن يرشد متعلميه عبر وسائل الإعلام إلى أهمية الكتابة عند الحفظ فذلك أدعى لثبات المحفوظ وترسيخه في الذاكرة وقد قال المعلم :
العلم صيد والكتابة قيـده
قيد صيودك بالحبال الواثقه

فمن الحماقة أن تصيد غزالة
وتتركها بين الخلائق طالقه

ويصور لنا السيوطي في كتابه الإتقان(1) في علوم القرآن في النوع الرابع والثلاثين في (كيفية تحمله) أي القرآن قال: اعلم أن حفظ القرآن فرض عين على الأمة والمعنى فيه ألا ينقطع عدد التواتر فيه فلا يتطرق إليه التبديل والتحريف، وتعليمه أيضاً فرض كفاية وهو أفضل القرب.
- وأوجه التحمل (في طرق تعلم ونقل الحديث) عند أهل الحديث: (السماع من لفظ الشيخ والقراءة عليه، والسماع عليه بقراءة غيره ،والمناولة، والإجازة والمكاتبة والعرضية، والإعلام والوجادة) فأما غير الوجهين الأولين فلا يأتي هنا .
وأما القراءة على الشيخ فهي المستعملة سلفاً وخلفاً .وأما السماع من لفظ الشيخ فيحتمل أن يقال به هنا لأن الصحابة رضى الله عنهم إنما أخذوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم قال : وأما الصحابة فكانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تقتضي قدرتهم على الأداء كما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم لأنه نزل بلغتهم ومما يدل للقراءة على الشيخ :عرض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل في رمضان في كل عام ويحكى أن الشيخ شمس الدين بن الجزري لما قدم القاهرة وازحمت عليـه الخلائق لم يتسع وقته لقراءة الجميع ، فكان يقرأ عليهم الآية ثم يعيدونها عليه دفعة واحدة ، فلم يكتف بقراءته .
- وقد كان الشيخ علم الدين السخاوي يقرأ عليه اثنان وثلاثة في أماكن مختلفة ويرد على كل منهم ، أي يصحح خطأهم إذا أخطؤوا .(1)
وهذه الطريقة التربوية للتعليم بالعمل والممارسة .. تجعل الفرد أكثر استقامة وسعادة فيسير على الإتقان العملي الذي هو خير مقياس للتعلم سواء في ذلك الاستحفاظ أو أداء العبادات .
لذا .. كان من أهم نتائج هذا الأسلوب
(1) تعود الدقة وتوخي صحة النتائج ، فكل متعلم يمارس العمل أمام معلمه ، ثم يناظره المعلم ويصحح أخطاءه يغرس في نفس المتعلم عدم العود إلى الخطأ مع ثبات الصواب .
(2) شعور المتعلم بالمسؤولية عن صحة العمل .. وهذا يجعل منهجية التربية الإسلامية منهجية حركية فكرية عاطفية مبنية على الوعي والدقة وصحة الأداء فالدقة في العواطف والاتجاهات والأفكار تتجلى في إخلاص النية وتوجيه العمل نحو إرضاء الله جل جلاله بلا رياء ولا استكبار ولا استهتار. تواكبها الدقة في حركية العمل أو لفظية القول كما نقله لنا الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من بعدهم إلى يومنا هذا .
وعلى المعلم توجيه الآباء وحثهم أبناءهم على الاهتمام بذلك عن طريق التشجيع وضرب الجوائز وغير ذلك. ومتابعة ما حفظوه وما كتبوه من خلال حلقات القرآن في وسائل الإعلام. وهذا هو الرباط على المتابعة وجني الثمرة.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ماهر هاشم الع
طالب
طالب



المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 26/10/2008

الاساس العالم لتقويم  اسلوبي التعليم من القران الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاساس العالم لتقويم اسلوبي التعليم من القران الكريم   الاساس العالم لتقويم  اسلوبي التعليم من القران الكريم Emptyالأربعاء نوفمبر 19, 2008 7:16 am

ولقد اهتم المسلمون الأول بتعليم أولادهم القرآن :_
يقول عبد الملك بن مروان لمؤدب ولده (علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن) ( ). وكذلك هشام بن عبد الملك يقول لسليمان الكلبي لما اتخذه مؤدباً لابنه: (وأول ما أوصيك به أن تأخذه بكتاب الله ثم روّه من الشعر أحسنه)( ). وقد قال الرشيد للأحمر معلم ولده الأمين ولي عهده: (فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين: أقرئه القرآن، وعرفه الأخبار) ( )
إن تعليم القرآن من شعارات الدين ، أخذ به المسلمون ، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم وجعلوه أصل كل تعليم عندهم .
والقرآن مطلوب الحفظ لفظاً ومعنى بل فهم المعنى والأخذ به لا يكونان إلا عن طريق تلاوة الألفاظ أو إسماعها ، ثم تدبرها وتذكرها .
وإذا كان مالك – فيما قيل – كره التعجيل بتعليم الطفل القرآن فلعله لم يكره ذلك إلا خشية أن ينطق به على خلاف ما ينبغي له من إقامة الحروف وإخراجها من مخارجها( ) على أن الأخبار التعليمية – عند المسلمين – تفيد أن كثيرين حفظوا القرآن في سن مبكرة . ومن ذلك ما ذُكر من أن الشافعي حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين( ).
وأن جلال السيوطي حفظ القرآن وله دون ثمان سنين( ).
وما جرت عليه عادات المسلمين من أخذ الصبي بكتاب الله في أول أمره، حتى ولو كان يقرأ ما لا يفهم عزاه صاحب (أبجد العلوم )إلى (إيثار الثواب) وخشية ما يعرض للولد من جنون الصبا من الآفات والقواطع عن العلم فيفوته القرآن( ).
وفي قول يحيى عليه السلام ? وآتيناه الحكم صبيا?(مريم: 12). أراد بالحكم فهم الكتاب فقرأ التوراة وهو صغير ) ( ).
وروى عن بعض السلف قال من قرأ القرآن _ قبل أن يبلغ – فهو ممن أوتي الحكم صبيا ) ( ).
وفي حديث حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن القوم يبعث الله عليهم العذاب حتماً مقضيا فيقرأ صبي من صبيانهم في الكتاب ?الحمد لله رب العالمين? فيسمعه الله تعالى فيرفع عنهم بذلك العذاب أربعين سنة) يقول ابن حجر، ولهذا الحديث شاهد في مسند الدارمي عن ثابت بن عجلان (إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم الصبيان بالحكمة صرف الله ذلك عنهم يعني الحكمة : القرآن) ( ).
ولذا فإن المادة الرئيسية لدى النشء هو حفظ القرآن مجوداً والذي كان يستطيع ختم القرآن في المدارس والكتاتيب بمنزلة( شتلات ) صالحة تنتقل إلى أرض التعليم فيزكو نباتها .
ومما حفل به التاريخ الإسلامي أن نساءً ختمن القرآن مثل ميمونة بنت أبي جعفر القعقاع المدني أحد القراء العشرة المختارين روت القراءة عن أبيها وروى القـرآن عنها آخرون( ).
وكان في قصر زبيدة بنت أبي جعفر المنصور وزوجة هارون الرشيد وأم ولده الأمين مائة جارية تقرأ القرآن فكان يُسمع من قصرها دوي كدوي النحل من القراءة . ( )
وذكر ابن فياض في تاريخه في أخبار قرطبة أنه كان بالرَّيَض الشرقي من قرطبة مائة وسبعون امرأة كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفي وكان هذا في ناحية من نواحيها فكيف بجميع جهاتها( ).؟
وعائشة بنت إبراهيم بن صديق زوج الحافظ المزي المتوفاة 741 ه‍ كانت تحفظ القرآن وتلقنه النساء وكانت عديمة النظير لكثرة عبادتها وحسن تأديتها القرآن وتفضل في ذلك على كثير، وأقرأت عدة من النساء وختمن عليها وانتفعن بها. ( ) وعرض ابن الجزري السيرة العلمية لابنته (سلمى) فذكر ضمناً أنهـا: (عرضت القرآن حفظاً بالقراءات العشر، قراءة صحيحة مجودة مشتملة على جميع وجوه القراءات بحيث وصلت في الاستحضار إلى غاية لا يشاركها فيها أحد في وقتها( ).
وطريق التلقين الشفهي هي الطريقة المثلى لتعليم القرآن، ولاسيما أن المعتمد عند المسلمين أن يكون تلقي العلم النقلي بعامة والقرآن بخاصة من الأفواه.
فابن مسعود :أحد كبار الصحابة وأعلام رواة القرآن وتجويده وتحقيقه وترتيله يقول:حفظت من في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - بضعة وسبعين سورة. ( )
وعن أنس بن مالك قال صلى الله عليه وسلم لأبيّ :إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن قال:الله سماني لك ؟قال :الله سماك لي فجعل أبي يبكي. ( )
قال صلى الله عليه وسلم : (خذوا القرآن من أربعة من عبدالله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة ، ومعاذ بن جبل ، وأبي بن كعب ) ( ).
وتلك قاعدة متبعة لطالب القرآن أن يتلقاه من أفواه المشايخ الضابطين المتقنين وأن لا يعتد أبداً بالأخذ من المصاحف المكتوبة بدون معلم لما قد يقع في ذلك من تصحيف يتغير به وجه الكلام .
وهم يقولون :لا تأخذوا القرآن من مصحفي ،ولا العلم من صحفي. ( )
ومن أشهر ما يروى في هذا أن حمزة أحد أئمة القراءة السبعة كان يقرأ القرآن وهو في سن تعلم الهجاء من المصحف فتلا ?ذلك الكتاب لا زيت فيه? وأبوه يسمع بدلاً من (لا ريب فيه ) فقال له أبوه :دع المصحف وتلقن من أفواه الرجال ( ).
وسمع أعرابي رجلاً يقرأ (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ) بفتح التاء فقال سبحان الله .هذا قبل الإسلام قبيح فكيف بعده ؟فقيل له إنه لحن وإنما القراءة (لا تُنكحوا) فقال قبحه الله إنه يحل ما حرم الله. ( )
وذلك فيه من التنبيه ما فيه إلى طالبي القرآن، إلى وجوب التزام التلقي الصوتي من قراء ضابطين محققين .
ومن أقوال العلماء : ( من أعظم البلية تشييخ الصحيفة ) أي أن يتعلم الناس في الصحف . وكان الشافعي يقول :من تفقه من بطون الكتب ضيع الأحكام( ).
فالنقل من أفواه المعلمين هو النقل السليم الذي يظهر كل زيف يعتريه .
ولذا لم يكن غريباً أن يكون الاكتفاء بالأخذ من المصحف بدون مُوّقف أو معلم أمراً لا يجيزه المسلمون ولو كان المصحف مضبوطاً بل إنهم يعدون هذا الاكتفاء منافياً للدين لأنه ترك للواجب وارتكاب للمحرم.( )
1- وهم يذهبون إلى هذا بناءً على أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ويقول ابن حجر : (اعلم أن كل ما أجمع القراء على اعتباره من مخرج مد أو إدغام أو إخفاء أو إظهار وغيرها وجب تعلمه وحرم مخالفته)
ويقول السيوطي : ولاشك أن الأمة – كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده – هم متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراء المتصلة بالحضرة النبوية( ). وقوله (على الصفة المتلقاة) لا يكفي الأخذ من المصحف بدون تلقٍ من أفواه المشايخ المتقنين.
وابن الجزري في تعريفه للمقرئ يقول: إنه العالم بالقراءات رواها مشافهة فلـو حفظ التيسير مثلاً ليس له أن يقرئ بما فيه إن لم يشافهه مسلسلاً، لأن من القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة( ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ماهر هاشم الع
طالب
طالب



المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 26/10/2008

الاساس العالم لتقويم  اسلوبي التعليم من القران الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاساس العالم لتقويم اسلوبي التعليم من القران الكريم   الاساس العالم لتقويم  اسلوبي التعليم من القران الكريم Emptyالأربعاء نوفمبر 19, 2008 7:16 am

لخاتمة:

بعد هذا التجوال الخاطف مع كتاب الله ، والذي يوضح النماذج والمواقف التي استخدمت فيها الوسائل التعليمية، يبدو أن من الضروري أن نوجه إلى أنفسنا سؤلا ثم نحاول الإجابة عليه بصراحة وهدوء:

(إذا كان كتاب الله العظيم، وسنه نبيه الكريم( e)قد استخدما الوسيلة التعليمية، فهل يحق لأحدنا رفض استعمالها في المواقف التعليمية المختلفة؟).

وسؤال آخر لابد من توجيهه إلى أنفسنا لنتعرف على مدى نجاحنا في أداء العملية التربوية:

(إلى أي مدى تتجاوب طرق التدريس التي نستخدمها مع المنهج القرآني والنبوي؟). إنه تساؤل يجول في خاطر كل العاملين في مجال التعليم والمتخصصين في مجال الوسائل التعليمية، ولعله يعيننا على استيعاب أهمية الوسائل التعليمية في المجال التعليمي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاساس العالم لتقويم اسلوبي التعليم من القران الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بعض طرق التعليم والتعلم من القران الكريم والسنة النبوية المطهر
» امثا ل القران الكريم
» من أساليب وطرق التدريس في القران الكريم و السنة النبوية الشريفة
» الوسائل التعليميه في القران الكريم
» القران الكريم والسنه النبويه في الاتصال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تقنيات التعليم والتربية البدنية و الفنية ( تجربة للتعليم الالكتروني ) :: تقنيات التعليم :: مقررات مادة تقنيات التعليم 100 وسل :: بحوث و تطبيقات ومناقشات مقرر تقنيات التعليم-
انتقل الى: