الوسيلة التعلمية
الوسائل التعليمية كانت موجودة منذ القدم، ولكن الإنسان كان يستخدمها دون برمجة، وعلى بساطتها متروكة للفروق الفردية من شخص لأخر، وعندما بدأ العقل الإنساني بالتحضر، ووجد المعلم والمتعلم بدأت العملية تنظم شيئاً فشيئاً بل بدئ بالنداء بها، فنجد الأستاذ كونتليسان الذي عاش في القرن الأول الميلادي، ينادي بضرورة مصاحبة اللعب لعملية تعلم أطفال الرومان بل نجدة ينادي بأكثر من هذا، وهو عمل مجسمات للحروف من العظام كي يلعب بها الأطفال، فيستخدموا بذلك أكثر من حاسة، فتسهل عليهم عملية التعلم والتعليم، وتثبت أشكالها في أذهانهم، بل نجد قبل هذا التاريخ إن حموراني المشهور يأمر ينحت تعاليمه المشهورة على عمود من الصخر الصلب، وفي قمتها أمر بنحت تمثاله وتمثال الآله يلقنه هذه التعاليم ويسلمه شارة الحكم والآلوهية ليزيد الناس اقتناعاً بها، ونجد أن الأساتذة في كل الحضارات استخدموا وسائل وطرقاً كثيرة لتبسيط إعادة العملية لطلابهم.
المفهوم الحديث للوسائل التعليمية:
لقد تدرج المربون في تسمية الوسائل فكان بها أسماء متعددة منها وسائل الإيضاح - الوسائل البصرية - الوسائل السمعية - الوسائل السمعية والبصرية - الوسائل المعنية - وسائل الإتصال التعليمية، وآخر تسمياتها تقنية التعليم (تكنولوجيا التعليم).
مما تقدم نخلص إلى أن المربين كانوا يطلقون التسميات لها حسب اقتناعهم بفوائدها. والحواس التي تثيرها في اكتساب الخبرات. ونلاحظ كذلك تطور هذه التسميات مع تطور الاختراعات وتعددها.
ولقد كان يوجه لكل تسمية من التسميات السابقة نقد لما فيها من مآخذ، فمن اطلقوا عليها وسائل بصرية اخذوا بعين الاعتبار ان العين هي أهم الحواس لإكتساب الخبرات في حين إنها ليست الوحيدة بل هي من أهمها وكذلك من اسموها بالوسائل السمعية أو الوسائل السمعية والبصرية اهملوا باقي الحواس كالذوق والشم والحس والعقل. إما تسميتها بالمعينة على أنها تعين المتعلم على إكتساب الخبرات، وتسميتها وسائل الإيضاح على أنها توضح الخبرات. فكل هذه تسميات جانبية تعتبر جانباً وتغفل جوانب أخرى.
ولقد اتفق المربون منذ فترة على إطلاق اصطلاح الوسائل التعليمية على اعتبار إنها وسائل تعين الدارسي على إكتساب المعارف والمهارات، لأن الوسيلة الواحدة قد تثير أكثر من حاسة واحدة في اكتساب معرفة ما، وبذا يبرز دور الحواس كلها في هذه العملية النامية.
ولما كان هذا القرن ولاسيما العشرين سنة الأخيرة منه، قرنالاختراعات والعلم والتقدم التكنولوجي، فلقد أثرت هذه الاختراعات في العملية التعليمية بما قدمته للمربين من وسائل وأجهزة ساعدت على اختزال وقت التعلم والتعليم، وجعلته عملية أكثر عمقاً وأثراً، لافي نفوس الدارسين فحسب بل الناس كافة، وما مختبرات اللغات والدائرة التلفزيونية المغلقة واستخدام الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية للأقمار الصناعية في نشر المارف والمهارات وإكتسابها وإتباع طرق تعليم جديدة بل وتطويرها الأخير دليل وشاهد على ذلك.
لذا فلقد درج مصطلح تكنولوجيا التعليم في معظم دول العالم المتقدمة، واصبح المربون تدعمهم الحكومات في بلادهم يقبلون على استخدام هذه الأجهزة والإستفادة من المعارف العلمية وطرق البحث العلمي لافي التعليم فحسب بل وفي تخطيط وتنفيذ وتقويم وحدات التعليم التربوي لجميع أبناء الشعب، بغض النظر عن المستوى الثقافي للمستفيذين منها. وما استخدام التلفزيون التربوي والإذاعة المدرسية. الأخيرة دليل على ذلك ونجاحه وغير ناسين دور المعلم في التعليم في ذلك كله وتسخير الآلة في تطوير العملية التربوية التعليمية.
وسائل تناسب الأطفال من لديهم متلازمة داون
لنستطيع الكلام عن الوسائل التعليمية التي قد نستخدمها لهم لابد أن نتعرف على معارف كثيرة متعددة من خلال المناهج والبرامج التي يجب تعلمها لهم وهي:
لابد أن يشمل المنهاج لهم:
أ. برامج لتدريب الإدراك الحسي.
ب. برامج لتنمية الإدراك اللغوي والمعاني وتدريبه على النطق الصحيح.
ج. برامج لتدريب التفكير والعمليات العقلية.
د. برامج لتعليم المواد التعليمية.
ه. بـرامـج الـتـربـيـة الـديـنـيــة.
و. بـرامـج لـلـتـدريـب الـمـهني.
وسائل تشجيع الأطفال ممن لديهم متلازمة داون على تحقيق هذه البرامج:
أ. مكافئة على كل تقدم يحرزه في أي برنامج وذلك بإعطائه الحلوى أو أي شيء مادي أو معنوي كالتصفيق له وإشعاره بالتقدم ورضى معلمه منه.
ب. الإعتماد على اللعب والأسياء الحسية في عملية التعلم.
ج. إشعاره بلذة النجاح في تعلم الشيء.
تعتبر الحواس مفاتيح إلى المعرفة، ومنها تصل المؤثرات الحسية المختلفة إلى المخ الذي يترجم أو يفسر أو يحلل أو يستنتج أو يستوعب أو يعرف أو يفهم وبالتالي يتعلم، ولأن المخ عند المعاق عقلياً لا يستطيع أن يقوم بدوره هذا - لأنه متأخر في القدرات الأساسية للأستيعاب والفهم أصلاً أو توقف بعض خلايا الدماغ عن العمل. لذا فإنه على المعلمين أن يراعوا هذا جيداً. ولا يتوقعوا أن يعطوا استجابة وتعلما سريعين.
وعلى المعلم أن يبدأ بالمهارات الأقرب لذاتية الطفل وما يؤكد شخصيته كالمهارات الذاتية والحياتية والترفيهية. وغالباً ما يتم تعليم معظمها لكل طفل على انفراد مع ملاحظة ضرورة مراعات الفروق الفردية بينهم وعدم إغفال التعليم الجماعي حيث كان لذلك مجالاً.
ويلاحظ على المعاق عقلياً، عدم القدرة على التركيز لمدة طويلة. وعدم قدرته على الاستمرار في تعلم شيء ما لمدة طويلة، لذا يجب على المعلم أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار، وتدريبهم على ربط الحواس مع بعض والإكثار من تعليمهم بالعمل المحسوس المباشر الهادف.
ولبسيط أي مهارة لهم على المعلم أن يحللها إلى أبسط إجزائها. ثم يضع هذه الأجزاء أو الخطوات البسيطة في أهداف سلوكية تتناسب مع مستوى إعاقة الطفل، وتحديد فترة زمنية محددة مقترحة لأتقان تلك المهارة.
وسائل تعليمية مقترحة:
يجب علينا أن لا ننسى الاعتماد على الأشياء المحسوسة حتى نستطيع الانتقال به إلى المجردة. مستعينين بالتكرار الغير ممل، فإذا ما شعر المعلم بملل أطفاله. تحول إلى شيء آخر، ولا مانع من العودة إلى الأول إذا رأى ذلك مناسباً بعد حين.
وحبذا لو ساهم الأطفال في جمع الوسائل، وصنعها حيث هناك أشياء كثيرة بسيطة ورخيصة الثمن يمكن تأمينها كالبونات باحجام مختلفة، للتمييز، أو عمل نموذج بسيط من الورق أو العيدان أو البذور أو علب الكبريت ويطلب منهم نموذج مشابه ثم يغطيه ويطلب منهم عمل نموذج اخر مشابه، أو تلوينه بألوان معينة.
ويمكن أن يضع أمام الطفل لوحة عليها مساحات لونية هندسية مختلفة وأشكال من الكرتون تشبه في الأشكال والألوان أشكال المساحات اللونية ومجموعة أخرى ذات ألوان أخرى ويمكن عمل لوحة مشابهة للحروف أو الأرقام أو الكلمات.
وقد نضع لعباً أمامهم ونطلب منهم التعرف عليها ومعرفة ألوانها، وتصنيفها إلى مجموعات أو أن نضع هذه الألعاب جانباً بحيث يراها الطلاب مدى واحداً، ثم نطلب منه أن يسمي الألعاب التي رأها مع ضرورة عدم وضع أكثر من ثلاث إلى خمس لعب أو أن يأخذ واحدة منها ويطلب من الطالب معرفة ذلك الشيء، وقد تعرض لهم لوحة عليها رسوم لأشياء مختلفة، ويطلب من أحدهم معرفة الأشياء المرسومة، ثم يطلب من الطالب التعرف على شيء معين في اللوحة.
وقد يكتب المعلم على بطاقات بألوان تشبه ألوان الأثاث في الغرفة ويطلب من أحدهم أن يعرف اسم قطعة الأثاث ومعرفة اسمها على البطاقة ووضع البطاقة عليها، وبعد الاتفاق نستخدم بطاقات بألوان مغايرة وهكذا.
وقد يطلب المعلم من طلابه جمع صور لأشياء مختلفة أو بعضها من المجلات أو الكتب القديمة ليتعرفوا إليها، ثم يكتب على بطاقات أسماء هذه الأشياء ليستخدمها كما سبق ذكره، أو أن يعلم الطلاب أغنية من الأغاني الشعبية أو يدربهم على إيقاع معين والقيام برقصات إيقاعية، أو القيام بتمثيليات معينة بسيطة، أو تمثيل البقال أو بائع الخضرة أو موظف البريد واستعمال الطوابع القديمة.
وقد يعد المعلم قصة بسيطة بجمل قصيرة وسهلة الألفاظ، ويطلب منهم إعادة جملها جملة جملة، وتدريبهم على حسن الأصغاء، وقد يطلب منهم المعلم ذكر اسم مدينتين أو كلمتين متشابهتين أو كلمات تبدأ بحرف معين وهكذا.
وقد يثبت أشياء على لوحة ويطلب منهم معرفتها (قطعة ملابس، قلم، بالون) بحيث يكون مجالاً لتثبيت بطاقة تحت الشيء كتبت عليها اسمه.
وقد نرسم لوحة بها رسومات مختلفة ومقابلها رسومات كل واحدة لها علاقة بواحدة من المجموعة الأولى بغير ترتيب ويطلب وصل خط بين الشيء وذي العلاقة به مثل رجل - بنطلون، تفاحة - سكين، وهكذا أو لوحة اختبار الأشياء الوائدة مثل رسم زر له خمسة فتحات أو كلب له رأسين أو خمسة أرجل، وهكذا، أو نثبت على قطعة خشب عدداً من الأسلاك ونطلب منهم وضع خمس خرزات من لون واحد في كل سلك، وقد نبسط هذه المهارة بوضع خرزة من كل لون في سلك ونطلب منه أن يكمل لضم الخرز، أو نجعل مجرى في القاعدة لتثبيت قطعة كرتون ملونة ونطلب منه وضع الخرز في كل سلك حسب اللون المقابل على الكرتون.
وهناك وسائل كثيرة يمكن تصميمها لمعرفة الأكبر والأصغر والأقرب والأبعد، فوق أسفل يمين يسار، مبكراً، متأخراً أكثر أقل، ولا ننسى الساعة وإستعمالها وهكذا.
الاسم : أحمد السويهري
الشعبة:1
رمز المقرر :203وسل
ا
موضوع: أحمد السويهري 
الجمعة نوفمبر 21, 2008 12:23 am