[b]الاتصال في القرآن والسنة[/b]

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث بسيط يوضح أن وسائل الاتصال التعليمية قد وردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة من خلال ضرب الأمثال لزيادة التوضيح للمتلقي.
1- فأقول مستعينا بالله ومبتدئا بالقرآن الكريم:
أن كتاب الله الذي نضعه نصب أعيننا وبصيرة أفئدتنا استخدم أسلوب المقارنة والمشابهة وضرب الأمثلة والقصص والقدوة الحسنه والتطبيق العلمي والتجريب بل بالتضاد كوسائل للتبسيط والتوضيح،فكانت أول آية من القرآن الكريم ،وبمثابة الدعوة للعلم والتشجيع للمعرفة باستغلال كافة الحواس لدى الإنسان .. كالسمع والبصر والذوق والمس والشم ،بالإضافة إلى وسائل الإدراك الوجدانية الأخرى كالقلب ،ولعل اقتران الحواس لدى الإنسان بالآيات الواردة في القرآن الكريم من حيث كونها وسائل اتصال للإدراك والمعرفة الإنسانية ...بالإضافة إلى أنها توجيه مهم للمسلمين بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى استخدام وسائل الاتصال في التعليم منها :
ضرب الأمثال :
يعرف الهاشمي في كتابه ضرب الأمثال،بأنها تقديم الأفكار المجردة والمعاني بصورة محسوسة ملموسة يعرفها كل الناس أو أكثرهم على أقل تقدير ،وقد ورد أسلوب ضرب الأمثال مرات متعددة في القرآن الكريم مثيراً اهتمام السامع لإشباع حاسة البصر والبصيرة: فمنها :
قال تعالى :{ومَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261
وقال تعالى :{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة265
وقال تعالى:{الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}البقرة194
وقال تعالى :{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }البقرة214
وقال تعالى :{مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }آل عمران117
وقال تعالى : {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}الحديد20
وقال تعالى :{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5
وقال تعالى :{مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }آل عمران117
وقال تعالى :{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام122
2- الأحاديث النبوية الشريفة:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحث على العلم ويرفع منزلته كيف لا وهو الذي نزل عليه الوحي فعلمه وأدبه وتذوق حلاوة العلم وتفتحت له الآفاق وأصبح الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة والمربي والمعلم للمسلمين وهو القائل (طلب العلم فريضة لكل مسلم ) بهذا الحديث الموجه من رسول الله إلى الأمة فلننظر ماذا تعني كلمة فريضة في قلوب المسلمين ،هي الواجب الذي يقرب العبد إلى ربه،يتعبد به إليه ،وهذا معنى العلم في نفوس المؤمنين ...لقد أحسوا بالرغبة الشديدة في المعرفة من كل ميدان ...في العقيدة،والحرب ،والسياسة وكل ميدان المعرفة ،فشرقوا وغربوا يطلبون العلم ،ونشطوا في سبيل ذلك،وتفقهوا في معارف الأرض المعروفة في ذلك الحين ،ثم أخذوا في البناء والإضافة حتى ظهر من بينهم حشد هائل من العلماء في كل جوانب الحياة.
ولم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم ،طريقة من طرق التعليم والتبليغ والإعلام في ذلك العصر ألا وسلكها في سبيل نشر العلم وتبليغه ،فكان عليه الصلاة والسلام يعقد مجالس العلم بنفسه، ويبعث الرسل والكتب ،ويوجه الأمراء والقضاة والمعلمين ليفقهوا الناس بالدين .
وقد استخدم رسول الله صلى الله عليه سلم ،عدة وسائل في تعليم وتوجيه الأمة منها:
ضرب الأمثال..
قدم الرسول صلى الله عليه وسلم أمثلة صادقه للتمثيل الإيضاحي لعدد من الأفكار والمعاني واستخدام الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب الأمثلة لإيضاح هدف أو فكرة معينة ،ومن الأمثلة العديدة التي ضربها صلى الله عليه وسلم ..عن أبي هريرة رضي الله عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم ، يغتسل كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء .قال فذلك الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا).رواه مسلم
كذلك الحديث: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة لها ريح وطعمها حلو..)رواه البخاري[center][justify]

شكرا لك على حل الواجب