إن مطالعة الكتب: تفتق الذهن، وتهدي العبر والعظات، وتمد المطلع بمدد من الحكم، وتطلق اللسان، وتنمي ملكة التفكير، وترسخ الحقائق، وهي مناجاة للخاطر، ومحادثة للسامر، ومتعة للمتأمل، وسراج للساري..
واعلم أخي القارئ: أنه كلما كررت المعلومة وضبطت، ومحصت، أثمرت وأينعت وحان قطافها، واستوت على سوقها، وآتت أكلها كل حين بإذن ربها، وبلغ الكتاب بها أجله، والنبأ مستقره..
والعكس بالعكس..إن هجر المطالعة، وترك النظر في الكتب، حبسة في اللسان، وحصر للطبع، وركود للخاطر، وفتور للعقل، وموت للطبيعة، وجفاف للفكر.
وما من كتاب إلا وفيه فائدة أو مثل، أو طرفة أو حكاية، أو خاطرة أو نادرة.
هذا.. وفوائد القراءة فوق الحصر، ونعوذ بالله من موت الهمم، وخسة العزيمة، وبرود الروح، فإنها من أعظم المصائب، والعياذ بالله.
أخوكم: أحمد بن محمد العيسي.
الرقم: 42909926