بعض طرق التعليم والتعلم من القران الكريم والسنة النبوية المطهر

بســــــــــــم الله الرحمن الرحيم
مقدمه :
الحمد الله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة واتم التسليم وبعــــــــــــــــد
فلقد تعلمنا من القرآن الكريم والسنه النبوية المطهرة العديد من طرائق التعليم والتعلم والتي تهدف إلى إعداد المتعلم ليكن كقدوة طيبة وذلك من خلال تمثله في السلوك الحسن في التعامل والأخذ بالعبر والاستفاده من كافة الوسائل التي جاء بها الله في كتابه الكريم وطبقها سيد الخلق نبينا الكريم في سنة المطهرة
فمن أشغل الفكر وأعمل البصر وتأمل حق التأمل في المنهج القرآني والسنة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم وجد بكل تجرد وإنصاف أن المصدرين ( القرآن الكريم والسنة النبوية ) قد فصلا أجمل تفصيل ووضحا خير إيضاح المنهج المثالي للتعليم
أولا من طرائق التعليم والتعلم في القرآن الكريم
1-التعليم بالتجريب العملي ، والدراسة اللا مختبرية :
ففقد أقر القرآن الكريم التجريب طريقة من طرائق التعلم القاطعة ، والتي تبدد الشك وتجلي الحق ، وقد اتضح هذا جليا في موقف سيدنا إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى :
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [سورة البقرة : 260] .
وهذا قمة التعلم بجعل التجربة خير برهان فسيدنا إبراهيم يود أن يطمئن عملياً ، إلى ما استيقن به نظرياً وعقلياً وقلبياً ، فطلب تجربة عملية ، فكانت تلك التجربة التي أخذ فيها أربعة من الطير وذبحهن بيديه ، بعد أن علًمهن وعرفهنً جيداً ، ثم مزقهن قطعاً قطعا ، ووضع بيديه على كل جبل منهن جزءاً ، ثم دعاهن فأتينه سعياً على هيئتهن قبل أن يمزقهن ويوزعهن على الجبال . فحينئذ تيقن عمليا مإعتقده قلبيا .
2-التعلم الإبداعي والعصف الذهني :
القد إستخدم القرآن الكريم التعلم الإبداعي والعصف الذهني كأحد الطرائق الفريدة في التعلم والتعليم ، قال تعالى :
{ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ( 21 ) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ( 22 ) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} إلى قوله تعالى :
{ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ } [سورة الأنبياء : 21 - 24] ، وقال تعالى : { قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ } [الأنبياء : 63] .وهنا دل هذين الموقفين موقف سيدنا داوود وسيدنا إبراهيم عليهما السلام على إستخدام الطرق االإبداعية في إثبات الخصومة في موقف داوود عليه السلام وكذلك في بيان بطلان عبادة الألهة والتي وجهها إإبراهيم عليه السلام كرسالة واضحة إلى قومه . بل إن المتأمل حق التأمل يجد أن كلا الموقفين إشتملا على التشجيع على إعمال العقل بشكل إيجابي وإستخدام عملية العصف الذهني في إثبات الحجة .
3 - التعلم بالعبادة والطاعة :
من المعلوم إن الإسلام رتب بين العبادات وتعديل السلوك قال تعالى :
{ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } [العنكبوت : 45] .

ثانيا من طرائق التعليم والتعلم من السنة النبوية المطهرة
1- التعليم والتعلم بالعروض العملية :
استخدم رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم العروض العملية ووسائل الإيضاح في عملية التعليم والتعلم لأصحابه ، ومن يبلغهم الدعوة ويعلمهم إياها ، روى البخاري – رضي الله عنه في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطاً مربعاً وخط خطاً خارجاً منه ، وخط خطوطاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال : < هذا الإنسان ، وهذا أجله محيط به ، وهذا الذي خارج ( عن الخط ) أمله ، وهذه الخطوط الصغار والأعراض هي الحوادث والنوائب المفاجئة ، فإن أخطأ هذا نهشه هذا ، وإن أخطأ هذا نهشه هذا ، وإن أخطأ هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه كلها أصابه الهرم >
2-التعليم والتعلم بالتجريب العملي :
لايختلف إثنان على أن صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر النبي المصطفى والرسول المجتبى صلى الله عليه وسلم قد سبق علماء التربية الحديثة في إقرار مبدأ التعليم والتعلم بالتجريب العملي ، حيث كان يقوم بالعرض العملي أمام المتعلمين ، ثم يطالبهم بعد ذلك بإجراء ما تعلموه علمياً ، وقد إتضح هذا جليا في حديث المسيء صلاته قال صلى الله عليه وسلم : < صلوا كما رأيتموني أصلي > رواه البخاري .
روى أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله كيف الطهور ؟ ( أي الوضوء ) فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثاً حتى استوفى ، ثم قال : < فمن زاد عن هذا أو نقص فقد تعدى وظلم > .
وروى البخاري حديثاً ذكر فيه أنه صلى الله عليه وسلم صلى مرة بالناس إماماً وهو على المنبر ليروا صلاته كلهم ، وليتعلموا من مشاهدته وأفعاله .. فلما فرغ أقبل الناس فقال : < يا أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا بي ، ولتعلموا صلاتي >